للرجل، سيكولوجية وردود فعل تختلف كلياً عن ردود فعل الأنثى، ومن هذه الناحية عليها أن لا تفترض أن رومانسية الرجل الذي تحبه سواءً أكان حبيباً أم خطيباً أم زوجاً يشابه رومانسيتها.
والرجل في الواقع، أحاديّ التركيز والتفكير، ولا يمكنه، كما الأنثى، التركيز في أكثر من موضوع في آن واحد، لذا، فإن انشغال الحبيب عنكِ لا يعني إهماله لكِ على الإطلاق، فالالتزامات الاقتصادية والاجتماعية تعطيه عذراً مبرَّراً لغيابه، بحكم المسؤوليات الواقعة عليه، ولأنه أيضاً يحب الإنجاز والعمل، ثم التخطيط لمستقبل الحياة الزوجية وما يتبعها من التزامات كثيرة.
الشاب لا يتقرّب عادةً من فتاة لو لم تثر اهتمامه وإعجابه، ومن غير المنطق تفسير انشغاله عنها بأنه لا يحبها، كما أن عليها أن تتفهّم الشاب الذي تحبه سيكولوجياً، ليس من طرفها فحسب، بل من طرفه أيضاً، تلافياً لمشاكل هما في غنى عنها.
وتتوقع الحبيبة دائماً من حبيبها أشياء كثيرة، كالاهتمام، والكلام الرومانسي والعاطفي، إلا أن صمته قد يفاجئها في بعض الأحيان، فتتخذ من هذا الصمت منحى شخصياً، يجعلها تعيش حالة من الشك بأنه لم يعد يحبها، ولا يبادلها نفس مشاعرها تجاهه، وهذا الأمر غير منطقي، حيث لا يمكن تشبيه طبيعة الرجل بطبيعة المرأة، وأن يكون كمثلها في المشاعر والرومانسية، فطريقة تعبيره عن عواطفه مختلفة تماماً عن طريقتها.
الحب بين الشاب والفتاة جزئي، ولا يتم بين ليلة وضحاها، والحب المنطقي والسليم هو ذلك المبني عن التجربة والاحترام والثقة المتبادلة، والذي يشعر خلاله الشاب بالمسؤولية تجاه حبيبته، مهتماً بتفاصيل حياته المستقبلية معها، وهذا أكثر أهمية من الرجل كثير الكلام، صاحب الكلام المعسول، بينما في الواقع، غير مهتم بتفاصيل مستقبله على الإطلاق، فالتزامه وحرصه وجدّيته نحو إنجاح حياته، هو ما يجب أن يؤخذ على محمل الجد، وهنا يمكنها الاعتماد عليه، “فعل الرجل أفضل من قوله”.
من الأمور الضرورية الواجب على الفتاة فهمها لإنجاح العلاقة، افتراض حُسن النية تجاه حبيبها لأي موقف قد تتعرض له، في الوقت الذي تتوقع منه ردة فعل إيجابية، فمثلاً لو كانت الحبيبة مريضة وراجعت العيادة الطبية، ولم يطمئن عليها سواءً بالاتصال بها، أو مرافقتها، فهذا لا يعني أنه لا يكنّ مشاعر المودة والحب لها، وهذا الموقف يحتمل عدة خيارات؛ منها أن يكون الحبيب مشغولاً بالفعل، أو يتوقع أنكِ تلفتين انتباهه كي يهتمّ بكِ، أو ربما لا يرغب برؤيتكِ في موقف ضعف أو مرض، بحسب الأخصائي، الذي طالب بضرورة فهم الفتاة لحبيبها، والنظر للحب المبني على التفاهم والعمل والتخطيط المستقبلي.
ونصح الأخصائي النفسي أية فتاة تحب شاباً، أن تجعل علاقتها معه واحة أمن كي يرتاحا الإثنان فيها معاً، والتوقف عن الاستماع لتوجيهات الآخرين التي قد تؤثر سلباً على علاقتهما.
وفي حال قرر الحبيبان الارتباط ببعضهما، عليهما التفكير مليّاً بكيفية بناء حياتهما المستقبلية، والتخطيط السليم لها، أفضل من توقّف الحوار بينهما على الكلام الورديّ والمعسول.
Commentaires
Enregistrer un commentaire
اذا أعجبك الموضوع اترك تعليقك وشارك المقال
لإرسال استفسارات أو مشاركات يرجى زيارة صفحتنا على الفيسبوك
https://www.facebook.com/Awdziriat/