يتناول برنامج تلفزيون الواقع “كات فيش” الذي يعرض على قناة “أي تي في” الأميركية قصصا حقيقية لعشاق ذوي علاقات مشكوك في أمرها تتم عبر تطبيقات المواعدة الإلكترونية، حيث يتصل أحدهم بمقدم البرنامج، نيف شولمان، ويقول “أشك في أن الفتاة التي أحبها موجودة في الواقع”.
يتولى نيف مهمة البحث عن طريق التحري في بعض الرسائل النصية المتبادلة بينهما، أو في بعض الصور على موقع البحث غوغل، يتجول قليلا بسيارته، وينتهي به الحال في نهاية المطاف إلى ضاحية قديمة عشوائية على أعتاب منزل صبي مراهق.
عرض البرنامج على مدى خمسة مواسم، تضمن في كل موسم عشرين حلقة، بإجمالي 100 حالة حب لأشخاص خاب ظنهم في شركائهم الوهميين على الإنترنت.
100 حالة من الأشخاص الذين وقعوا في شباك حب غرباء كانوا يتحدثون معهم على الإنترنت باستخدام الرموز والوجوه التعبيرية، وتلقوا منهم وعودا كثيرة بالزيارة ولكن تظهر معوقات تمنعهم من الظهور متحججين مثلا بكسر كاميرا الويب، أو باقتنائهم لتليفون نوكيا 3210، أو ذكر أي سبب آخر للتهرب والتملص. تحدث هذه الحيل حاليا ليس فقط على شاشة التلفزيون، وإنما في جميع أنحاء العالم.
وقعت آنا رو، مدرسة مساعدة من مدينة كانتربري في بريطانيا، في حب رجل من خلال موقع المواعدة “تندر” وقد اكتشفت بعد لقائه أنه استخدم لحسابه صورة نجم بوليوود سيف علي خان، ولكن في حقيقة الأمر كان الرجل متزوجا في لندن ولديه أطفال. طالبت رو الحكومة بإجبار الناس على استخدام أسمائهم الحقيقية على مواقع المواعدة.
وقالت “وقعت ضحية للخداع، كان من المفترض أن يتم تجريم استخدام حساب وهمي على الإنترنت كوسيلة لجذب السيدات أو الرجال لممارسة الجنس، ولكن ذلك لم يحدث. يبدو أن ممارسة الجنس ستصبح جزءا لا يتجزأ من العلاقات الإنسانية في المستقبل!”.
وقالت إيفا وايزمان، الكاتبة في صحيفة “الغارديان”: يمتلك المخادعون الآلاف من الوسائل للإيقاع بضحاياهم، الذين يقعون في شباكهم بسهولة باستخدام طريقة واحدة فقط وهي حيلة الحب. هذا لأنهم يريدون أن يؤمنوا بالحب، بغض النظر عن قصص الحب الوهمية الحزينة وقصص الخداع الكثيرة التي نشرتها مجلة نيو يوركر التي سببت الكثير من الألم للقراء. يريدون أن يشعروا بأنهم مرغوب فيهم وأنه يمكن لشخص ما أن يحبهم بصدق كما هم حتى ولو لثانية واحدة. هذه الظاهرة التي تقتحم القلب، أقسى حتى من اقتحام بنك لسرقته، هي قاسية لأنها تأخذ وقتا أطول لجبر المشاعر التي تم التلاعب بها.
وأضافت أن قصصا كثيرة تروى لها عن تعرض الكثيرين للخداع على موقع المواعدة “كيوبيد”، قصص رائعة، تعكس الصراع الذي يحدث بين التردد والخوف من الإقدام على مثل تلك التجارب وبين الرومانسية والاستسلام للحب.
من بين هذه القصص قصة كلير، التي كانت تواعد على الإنترنت مدرسا يدعى سيب ويبلغ من العمر 35 سنة. وعند البدء بالتحري في قصتها، تمت طباعة صورة زجاجة عطر كان قد أرسلها لها سيب كهدية. وفي انعكاس الصورة، لم يظهر ذلك الشاب طويل القامة الذي وقعت كلير في حبه، وإنما شاهدت كلير صورة امرأة بدلا منه. منذ ذلك الحين تحولت قصة كلير، مع الوقت إلى مجرد قصة حب وظيفتها توفير شعور غير حقيقي.
ومنذ أن وقعت كلير ضحية للخداع، أصبح اسم برنامج نيف شولمان، الذي يحكي قصة وضع سمك “الكات فيش” في حاويات نقل سمك القد الحي حتى يبقيه متيقظا في حالة تأهب دائم أثناء تصديره منقولا في تلك الحاويات، يمثل جزءا مهما من الموروث الثقافي الشعبي. وأضافت كلير “تسمية البرنامج بهذا الاسم أعطى له مساحة واسعة من الانتشار وكأنه فيروس”.
عندما علمت كلير بحقيقة سيب، بحثت عن جميع السيدات اللاتي وقعن في شباك حبه، وأصبحت صديقة لهن. وبسبب سيطرة حالة الارتياب والشك، لم تعد أي واحدة منهن قادرة على أن تجد رجلا آخرا يجعلها تشعر مثلما فعل معها سيب.
قالت كلير “أعرف أنه شعور صعب. ولكن يجب علينا التخلي عن توقعاتنا الوهمية في العثور على رجل مثالي. لا يوجد رجل حقيقي تتطابق مواصفاته مع رجل مثالي مختلق خصيصا ليجعلك تقعين في حبه”.
ستستمر قصص الخداع في الظهور بغض النظر عما إذا كانت الحكومة ستستجيب لنداءات أنا رو حول تجريم قصص الخداع على الإنترنت، وبغض النظر أيضا عن مدى تأصل ذلك المفهوم في الموروث الثقافي بحيث إن أي تفاعل اجتماعي لاحق يمكن أن يحمل في طياته خداعا أو تحايلا.
وقدر تقرير أمني حلل بياناتٍ من خط هاتف النجدة المخصص لمكافحة الاحتيال، أن الشرطة البريطانية تتلقى بلاغا كل ثلاث ساعات، من إحدى ضحايا جرائم الاحتيال عبر المواعدة الإلكترونية، مشيرا إلى أن 61 بالمئة من الضحايا نساء، و66 بالمئة من المشتبه بهم في الاحتيال رجال.
وأضاف التقرير أن 213 شخصا أقروا بأنهم كانوا ضحية للاحتيال عبر المواعدة أكثر من مرة.
وعلى الرغم من أن أغلب أنشطة المواعدة تمت عبر مواقع إلكترونية مخصصة لذلك، إلا أن نسبة 15 بالمئة، كانت عبر موقع فيسبوك.
وحث خبراء الأشخاص الذين يسعون إلى إيجاد شريك حياة عبر الإنترنت على إجراء بحث في العبارات المضمنة بالرسائل التي يتلقونها، وذلك لمساعدتهم في اكتشاف المحتالين ذوي الكلام المعسول.
وتنتشر الكثير من الحملات التي تهدف إلى حماية الأشخاص من الاحتيال عبر المواعدة الإلكترونية، منبهة إلى أن بعض المجرمين يستخدمون نماذج مقولبة لعبارات ورسائل حب، وأن بحثا يسيرا على الإنترنت قد يكشف بعض الجمل المستخدمة في تلك الرسائل.
يتولى نيف مهمة البحث عن طريق التحري في بعض الرسائل النصية المتبادلة بينهما، أو في بعض الصور على موقع البحث غوغل، يتجول قليلا بسيارته، وينتهي به الحال في نهاية المطاف إلى ضاحية قديمة عشوائية على أعتاب منزل صبي مراهق.
عرض البرنامج على مدى خمسة مواسم، تضمن في كل موسم عشرين حلقة، بإجمالي 100 حالة حب لأشخاص خاب ظنهم في شركائهم الوهميين على الإنترنت.
100 حالة من الأشخاص الذين وقعوا في شباك حب غرباء كانوا يتحدثون معهم على الإنترنت باستخدام الرموز والوجوه التعبيرية، وتلقوا منهم وعودا كثيرة بالزيارة ولكن تظهر معوقات تمنعهم من الظهور متحججين مثلا بكسر كاميرا الويب، أو باقتنائهم لتليفون نوكيا 3210، أو ذكر أي سبب آخر للتهرب والتملص. تحدث هذه الحيل حاليا ليس فقط على شاشة التلفزيون، وإنما في جميع أنحاء العالم.
وقعت آنا رو، مدرسة مساعدة من مدينة كانتربري في بريطانيا، في حب رجل من خلال موقع المواعدة “تندر” وقد اكتشفت بعد لقائه أنه استخدم لحسابه صورة نجم بوليوود سيف علي خان، ولكن في حقيقة الأمر كان الرجل متزوجا في لندن ولديه أطفال. طالبت رو الحكومة بإجبار الناس على استخدام أسمائهم الحقيقية على مواقع المواعدة.
وقالت “وقعت ضحية للخداع، كان من المفترض أن يتم تجريم استخدام حساب وهمي على الإنترنت كوسيلة لجذب السيدات أو الرجال لممارسة الجنس، ولكن ذلك لم يحدث. يبدو أن ممارسة الجنس ستصبح جزءا لا يتجزأ من العلاقات الإنسانية في المستقبل!”.
وقالت إيفا وايزمان، الكاتبة في صحيفة “الغارديان”: يمتلك المخادعون الآلاف من الوسائل للإيقاع بضحاياهم، الذين يقعون في شباكهم بسهولة باستخدام طريقة واحدة فقط وهي حيلة الحب. هذا لأنهم يريدون أن يؤمنوا بالحب، بغض النظر عن قصص الحب الوهمية الحزينة وقصص الخداع الكثيرة التي نشرتها مجلة نيو يوركر التي سببت الكثير من الألم للقراء. يريدون أن يشعروا بأنهم مرغوب فيهم وأنه يمكن لشخص ما أن يحبهم بصدق كما هم حتى ولو لثانية واحدة. هذه الظاهرة التي تقتحم القلب، أقسى حتى من اقتحام بنك لسرقته، هي قاسية لأنها تأخذ وقتا أطول لجبر المشاعر التي تم التلاعب بها.
وأضافت أن قصصا كثيرة تروى لها عن تعرض الكثيرين للخداع على موقع المواعدة “كيوبيد”، قصص رائعة، تعكس الصراع الذي يحدث بين التردد والخوف من الإقدام على مثل تلك التجارب وبين الرومانسية والاستسلام للحب.
من بين هذه القصص قصة كلير، التي كانت تواعد على الإنترنت مدرسا يدعى سيب ويبلغ من العمر 35 سنة. وعند البدء بالتحري في قصتها، تمت طباعة صورة زجاجة عطر كان قد أرسلها لها سيب كهدية. وفي انعكاس الصورة، لم يظهر ذلك الشاب طويل القامة الذي وقعت كلير في حبه، وإنما شاهدت كلير صورة امرأة بدلا منه. منذ ذلك الحين تحولت قصة كلير، مع الوقت إلى مجرد قصة حب وظيفتها توفير شعور غير حقيقي.
ومنذ أن وقعت كلير ضحية للخداع، أصبح اسم برنامج نيف شولمان، الذي يحكي قصة وضع سمك “الكات فيش” في حاويات نقل سمك القد الحي حتى يبقيه متيقظا في حالة تأهب دائم أثناء تصديره منقولا في تلك الحاويات، يمثل جزءا مهما من الموروث الثقافي الشعبي. وأضافت كلير “تسمية البرنامج بهذا الاسم أعطى له مساحة واسعة من الانتشار وكأنه فيروس”.
عندما علمت كلير بحقيقة سيب، بحثت عن جميع السيدات اللاتي وقعن في شباك حبه، وأصبحت صديقة لهن. وبسبب سيطرة حالة الارتياب والشك، لم تعد أي واحدة منهن قادرة على أن تجد رجلا آخرا يجعلها تشعر مثلما فعل معها سيب.
قالت كلير “أعرف أنه شعور صعب. ولكن يجب علينا التخلي عن توقعاتنا الوهمية في العثور على رجل مثالي. لا يوجد رجل حقيقي تتطابق مواصفاته مع رجل مثالي مختلق خصيصا ليجعلك تقعين في حبه”.
ستستمر قصص الخداع في الظهور بغض النظر عما إذا كانت الحكومة ستستجيب لنداءات أنا رو حول تجريم قصص الخداع على الإنترنت، وبغض النظر أيضا عن مدى تأصل ذلك المفهوم في الموروث الثقافي بحيث إن أي تفاعل اجتماعي لاحق يمكن أن يحمل في طياته خداعا أو تحايلا.
وقدر تقرير أمني حلل بياناتٍ من خط هاتف النجدة المخصص لمكافحة الاحتيال، أن الشرطة البريطانية تتلقى بلاغا كل ثلاث ساعات، من إحدى ضحايا جرائم الاحتيال عبر المواعدة الإلكترونية، مشيرا إلى أن 61 بالمئة من الضحايا نساء، و66 بالمئة من المشتبه بهم في الاحتيال رجال.
وأضاف التقرير أن 213 شخصا أقروا بأنهم كانوا ضحية للاحتيال عبر المواعدة أكثر من مرة.
وعلى الرغم من أن أغلب أنشطة المواعدة تمت عبر مواقع إلكترونية مخصصة لذلك، إلا أن نسبة 15 بالمئة، كانت عبر موقع فيسبوك.
وحث خبراء الأشخاص الذين يسعون إلى إيجاد شريك حياة عبر الإنترنت على إجراء بحث في العبارات المضمنة بالرسائل التي يتلقونها، وذلك لمساعدتهم في اكتشاف المحتالين ذوي الكلام المعسول.
وتنتشر الكثير من الحملات التي تهدف إلى حماية الأشخاص من الاحتيال عبر المواعدة الإلكترونية، منبهة إلى أن بعض المجرمين يستخدمون نماذج مقولبة لعبارات ورسائل حب، وأن بحثا يسيرا على الإنترنت قد يكشف بعض الجمل المستخدمة في تلك الرسائل.
Commentaires
Enregistrer un commentaire
اذا أعجبك الموضوع اترك تعليقك وشارك المقال
لإرسال استفسارات أو مشاركات يرجى زيارة صفحتنا على الفيسبوك
https://www.facebook.com/Awdziriat/