كثيراً ما توقفت أمام كلماتها مشككة فيما تقوله، فلا يمكن، من وجهة نظري، أن تظل امرأة في جمالها وذكائها وانطلاقها وحبها للحياة من دون رجل، لا يمكن أن تكون سعيدة على هذا النحو الفرداني المقيت.
قبل الكريسماس بأيام تتصل صديقتي لتسأل إن كانت لدي أي خطط لاحتفالات أعياد الميلاد وأين سأقضيها؛ لأنها تنوي أن تنضم إلي.
صديقتي تعرف بالتأكيد أنني لا أحتفل بأعياد الكريسماس على الطريقة الغربية، وأن احتفالي لا يتعدى كونه مجاراة لعادات وتقاليد البلاد التي ولد بها طفلاي وكبرا، ونوعاً من المصالحة مع الثقافة التي أعيش داخلها، وهو لا يتجاوز شجرة عيد الميلاد التي نحرص على اقتنائها وتزيينها كل عام؛ لذلك فاجأني سؤالها وأثار لدي العديد من التساؤلات، فما أعرفه أن الكريسماس مناسبة عائلية يلتقي فيها أفراد العائلة مهما نأت المسافات بينهم، فكيف تطلب صديقتي أن تنسحب من مناسبة كهذه لتقضيها معي؟!
الصديقة التي أتحدث عنها حاصلة على درجة الدكتوراه في علم النفس، أم لطفلين ومطلقة منذ 9 سنوات، سألتها عن سبب هذا القرار الغريب فأخبرتني أنها ملت من استفسارات أفراد العائلة عن وضعها العاطفي، ونظرات العطف والشفقة التي تراها في أعينهم كل عام، وأمنياتهم لها في كل مناسبة تتجمع فيها العائلة بأن تجد الحب والسعادة والتوازن، كأنها بلا حب أو سعادة أو توازن!
سبق أن دخلت مع صديقتي في حوارات طويلة حول هذا الموضوع، وانتهيت إلى التسليم بأنها سعيدة على النحو الذي هي عليه، وأنها ليست في حاجة لطرف خارجي لتحقق توازنها.
في الغالب نحن لا نصدق هذه الادعاءات، ونعتقد أن من يسوقها يقصد بها ذر الرماد في العيون والتمويه والمماطلة على وضع ليس بيده تغييره، لكن في حال صديقتي فقد صدقت تماماً أنها سعيدة مع طفليها وعملها ودراستها وأصدقائها، وأن لا شيء ينقصها البتة.
مضت سنوات طويلة قبل أن أقتنع بهذا الشيء، في البدء كنت تماماً كعائلتها أسألها كلما التقينا إن كانت وجدت الحب والسعادة، وهل هناك أمل في أن تخرج يوماً مع رجل وتحبه، بعد تجربة زواجها الفاشلة التي استمرت عشر سنوات وأسفرت عن طفلين، وكانت تخبرني في كل مرة أنها ليست بصدد البحث عن علاقة، وأنها لا تشعر بالوحدة أو النقصان، وانتهى بها الأمر أن كتبت لي في إحدى المرات رسالة طويلة أخبرتني فيها أن العلاقات أمر معقد ويحتاج الكثير من الجهد والتركيز، وأنها لا تملك هذين العاملين في الوقت الحالي، فضلاً عن عدم امتلاكها لما سمته بـ"قواعد اللعبة" التي يلعبها الجنسان مع بعضهما أثناء رحلة التقدم نحو الآخر واستمالته وكسب وده والحفاظ عليه.
وكثيراً ما توقفت أمام كلماتها مشككة فيما تقوله، فلا يمكن، من وجهة نظري، أن تظل امرأة في جمالها وذكائها وانطلاقها وحبها للحياة من دون رجل، لا يمكن أن تكون سعيدة على هذا النحو الفرداني المقيت، في النهاية اقتنعت تماماً، بعد معايشتي لها لفترة طويلة أن هذا ممكن جداً، وأن مشهد عاشقين يعبران الطريق متعانقين أو وهما يقبلان بعضهما تحت شجرة لا يسبب لها أي غيرة أو حسرة أو ندم.
الأكثر من ذلك أخبرتني أنها عندما تذهب إلى السوبرماركت تسوق عربة المقتنيات أمامها وهي تدفع العشاق الذين يسدون الممرات والطريق ويمشون ببطء مقيت على جنب. قد يبدو الأمر غريباً على نحو ما، غريب علي أنا بالتحديد التي تكفي أغنية حب واحدة أن تجعلني أبكي وأتألم لكنني أصدق صديقتي، وأصدق أن خيارها هذا ليس وضعاً مفروضاً عليها، ولهذا نقضي العيد معا: هي المكتفية بذاتها، وأنا النصف الذي لا يكتمل إلا بنصفه.
قبل الكريسماس بأيام تتصل صديقتي لتسأل إن كانت لدي أي خطط لاحتفالات أعياد الميلاد وأين سأقضيها؛ لأنها تنوي أن تنضم إلي.
صديقتي تعرف بالتأكيد أنني لا أحتفل بأعياد الكريسماس على الطريقة الغربية، وأن احتفالي لا يتعدى كونه مجاراة لعادات وتقاليد البلاد التي ولد بها طفلاي وكبرا، ونوعاً من المصالحة مع الثقافة التي أعيش داخلها، وهو لا يتجاوز شجرة عيد الميلاد التي نحرص على اقتنائها وتزيينها كل عام؛ لذلك فاجأني سؤالها وأثار لدي العديد من التساؤلات، فما أعرفه أن الكريسماس مناسبة عائلية يلتقي فيها أفراد العائلة مهما نأت المسافات بينهم، فكيف تطلب صديقتي أن تنسحب من مناسبة كهذه لتقضيها معي؟!
الصديقة التي أتحدث عنها حاصلة على درجة الدكتوراه في علم النفس، أم لطفلين ومطلقة منذ 9 سنوات، سألتها عن سبب هذا القرار الغريب فأخبرتني أنها ملت من استفسارات أفراد العائلة عن وضعها العاطفي، ونظرات العطف والشفقة التي تراها في أعينهم كل عام، وأمنياتهم لها في كل مناسبة تتجمع فيها العائلة بأن تجد الحب والسعادة والتوازن، كأنها بلا حب أو سعادة أو توازن!
سبق أن دخلت مع صديقتي في حوارات طويلة حول هذا الموضوع، وانتهيت إلى التسليم بأنها سعيدة على النحو الذي هي عليه، وأنها ليست في حاجة لطرف خارجي لتحقق توازنها.
في الغالب نحن لا نصدق هذه الادعاءات، ونعتقد أن من يسوقها يقصد بها ذر الرماد في العيون والتمويه والمماطلة على وضع ليس بيده تغييره، لكن في حال صديقتي فقد صدقت تماماً أنها سعيدة مع طفليها وعملها ودراستها وأصدقائها، وأن لا شيء ينقصها البتة.
مضت سنوات طويلة قبل أن أقتنع بهذا الشيء، في البدء كنت تماماً كعائلتها أسألها كلما التقينا إن كانت وجدت الحب والسعادة، وهل هناك أمل في أن تخرج يوماً مع رجل وتحبه، بعد تجربة زواجها الفاشلة التي استمرت عشر سنوات وأسفرت عن طفلين، وكانت تخبرني في كل مرة أنها ليست بصدد البحث عن علاقة، وأنها لا تشعر بالوحدة أو النقصان، وانتهى بها الأمر أن كتبت لي في إحدى المرات رسالة طويلة أخبرتني فيها أن العلاقات أمر معقد ويحتاج الكثير من الجهد والتركيز، وأنها لا تملك هذين العاملين في الوقت الحالي، فضلاً عن عدم امتلاكها لما سمته بـ"قواعد اللعبة" التي يلعبها الجنسان مع بعضهما أثناء رحلة التقدم نحو الآخر واستمالته وكسب وده والحفاظ عليه.
وكثيراً ما توقفت أمام كلماتها مشككة فيما تقوله، فلا يمكن، من وجهة نظري، أن تظل امرأة في جمالها وذكائها وانطلاقها وحبها للحياة من دون رجل، لا يمكن أن تكون سعيدة على هذا النحو الفرداني المقيت، في النهاية اقتنعت تماماً، بعد معايشتي لها لفترة طويلة أن هذا ممكن جداً، وأن مشهد عاشقين يعبران الطريق متعانقين أو وهما يقبلان بعضهما تحت شجرة لا يسبب لها أي غيرة أو حسرة أو ندم.
الأكثر من ذلك أخبرتني أنها عندما تذهب إلى السوبرماركت تسوق عربة المقتنيات أمامها وهي تدفع العشاق الذين يسدون الممرات والطريق ويمشون ببطء مقيت على جنب. قد يبدو الأمر غريباً على نحو ما، غريب علي أنا بالتحديد التي تكفي أغنية حب واحدة أن تجعلني أبكي وأتألم لكنني أصدق صديقتي، وأصدق أن خيارها هذا ليس وضعاً مفروضاً عليها، ولهذا نقضي العيد معا: هي المكتفية بذاتها، وأنا النصف الذي لا يكتمل إلا بنصفه.
لمياء المقدم - هولندا - " وكالة أخبار المرأة "
اذا أعجبك الموضوع اترك تعليقك وشارك المقال لإرسال استفسارات أو مشاركات يرجى زيارة صفحتنا على الفيسبوك https://www.facebook.com/Awdziriat/
Commentaires
Enregistrer un commentaire
اذا أعجبك الموضوع اترك تعليقك وشارك المقال
لإرسال استفسارات أو مشاركات يرجى زيارة صفحتنا على الفيسبوك
https://www.facebook.com/Awdziriat/