اعترافات :"سيجارتي الأخيرة"


بدأت التدخين من وقت لآخر حينما كنت في الجامعة كنوع من الاستمتاع مع أصدقائي... حينها كنت أنظر للأمر بأنه تسلية ولا أذى منه. وبعد مرور تسع سنوات أصبحت السيجارة التي كنت أدخنها للمرح والاستمتاع ضرورة واجبة كلما كنت أشعر بالملل، التوتر أو حتى الفرح. حينها كنت أرتب خروجاتي بالكامل حول التدخين، فلم أذهب إلى أي مكان لا يسمح بالتدخين فيه. وما بين المحادثات الجدية والمزاح في الخروجات وبين الأصدقاء كان من الممكن أن أدخن حوالي ٢٠ سيجارة في اليوم دون أن ألاحظ. ومع مرور الوقت بدأت أشعر بالتعب، الدوار والتوتر طول الوقت. كان شعور سيء جدا بالأخص لأني كنت أعاني من قصر النفس، باختصار شعرت أني كبرت في السن!
أصبحت أنظر إلى كل سيجارة أدخنها وأتساءل عما أفعله تحديدا... هذا ليس طعام وليس شراب، هو مجرد دخان أستنشقه إلى رئتي دون أي سبب على الإطلاق... شعرت بالغباء وكرهت هذا الشعور.
توقفت عن شراء علب السجائر وعندما كنت أشعر أني بحاجة شديدة إلى التدخين أخذت واحدة من أصدقائي. استأت كثيرا أني أطلب سجائر من الآخرين وبعد أن أخذت بضع مرات منهم ذهبت لشراء علبة خاصة بي وشعرت بالسوء عندما فعلت هذا لأني احسست أني ضعيفة. وأثناء تدخيني للسيجارة الأخيرة في تلك العلبة قلت لنفسي أن هذه هي النهاية ويجب أن أتوقف... هذا حدث منذ ٣٠ يوما مضت.
طول هذا الشهر كنت أقاوم طلب سيجارة من أي شخص، ولم أقل لأحد أني قررت أن أقلع عن التدخين وأذكر نفسي كل يوم لماذا أخذت هذا القرار. قمت أيضا بإحضار التقويم الشهري لأعد عليه الأيام التي تمر دون الاستسلام ولأكتب فيها كل يوم شعوري فأتمكن من متابعة التقدم في مشواري. كان يجب علي أن أستبدل هذه العادة غير الصحية بأخرى صحية، فبدأت بشرب مزيدا من الماء وتناول الخضراوات والفواكه الطازجة أكثر.
في النهاية، أعتقد أن قرار الإقلاع عن التدخين سهل ولكن عليك فهم أنه لن يمكنك النجاح ما لم تكوني جادة في قرارك، كما تحتاجين الاعتراف بأن سيجارة واحدة صغيرة تتحكم في حياتك بالكامل، فحينها ستتوقفين. الجزء الصعب حقا هو الابتعاد عنها لأن عندما تشعرين أنك أفضل وأنها لا تتحكم فيك ستقولين لنفسك لا بأس من تدخين سيجارة واحدة من حين لآخر، ولكن يا عزيزتي هذا هو طريقك لـ ٢٠ سيجارة أخرى ما بين المحادثات الجدية والمزاح في الخروجات. ورجاء، لا تستمعي إلى الذين ينصحوك بتدخين السيجارة الإلكترونية، فهي ليست سوى استبدال إدمان وعادة سيئة بأخرى.
اذا أعجبك الموضوع اترك تعليقك وشارك المقال لإرسال استفسارات أو مشاركات يرجى زيارة صفحتنا على الفيسبوك https://www.facebook.com/Awdziriat/

Commentaires